السبت، 11 يوليو 2009

مالك عقار رئيسا للجمهورية .... نعم نستطيع



نعم نستطيع ....شعار التغيير الذي حمله الرئيس الملهم باراك اوباما لم يعد شعارا امريكيا صرفا انما هو عنوان كل من يحلم بيوم افضل. لذا اصبح ايقونة دعاة التغيير بالحسنى من المتظاهرين من طوكيو الي سان فرانسيسكو لكن من المؤكد ليس مرورا بالرياض و دمشق او الخرطوم.

في سؤال للصحفي الجميل صلاح شعيب ( و الذي ينجز مشروعا وطنيا طموحا في هذه الايام و ذلك باستطلاع اراء مختلف الوان اللطيف السوداني بغرض ايجاد مخرج مما نحن فيه) عن امكانية المعارضة السودانية في الحاق الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة: قلت و بالحرف الواحد " ان اي فوز لنظام الانقاذ يعتبر كارثة لأنه سيعجل بإنفصال الجنوب و تفكير اجزاء اخرى في الانفصال وذلك لصعوبة العيش في ظروف العقدين الماضيين مرة اخرى .لذا فإن تكوين تحالف عريض يضم كل قوى الخيرليس ضروريا فحسب انما الواجب يقتضي لإنقاذ الوطن لمنفعة جميع اهل السودان بما فيه المؤتمر الوطني نفسه"

انه و من الحكمة ان يكون مرشح المعارضة او التحالف من جنوب السودان او جنوب النيل الازرق شريطة ان يكون من ابناء الحركة الشعبية. و لو كان مسلما (رغم انه ليس ضروريا ) سيكون عاملا رادعا لاي تعبئة خاطئة يقوم بها حزب المؤتمر الوطني وسط بعض شرائح المجتمع و اعني بها ضحايا الآلة الاعلامية للنظام الشمولي القائم وهي فئة معتبرة يجب عدم الاستهانة بها.هذا اذا ما تمت العملية الانتخابية في ظروف صحية- من تعداد امين و اشراف من قبل لجان قومية واخيرا مراقبة دولية لصيقة.

تبدو الفكرة و كأنها ميكافيلية لكنها ليست كذلك – ببساطة اننا في مرحلة مفصلية لانتاج وطن يسع الجميع من عدمه اي من اللا وطن لذا يتعين علينا وضع الاعيب من يعبث بمصير السودانيين في الحسبان ولا اعني مجاراته.
في مثل هذه الاجواء و الاهوال المحدقة بالوطن على الخيريين ان يفكروا في انسان هذه المرحلة- شخص يحظى بقبول اهل الجنوب و الشرق و الغرب و الشمال و بالطبع الوسط و لو في حدوده الدنيا. شخص يتفهم المشكل السوداني و يشعر بمتطلبات المرحلة.

رغم احترامي لمؤسسات الحركة الشعبية و بالتاكيد مؤسسات الاحزاب الوطنية الاخرى في اختيار من تراه مناسبا للترشح لذاك المنصب في هذا الظرف الدقيق من تاريخ امتنا الا انه في اختيار الفريق مالك عقار مناعة ضد انهيار الوطن و تقسيمنا الي دويلات و اقاليم و محافظات متحاربة.
للفريق مالك عقار (و دون الخوض في التفاصيل) سمات شخصية –و تنظيمية – عوضا عن اخرى ثقافية تجعل منه الرجل المناسب لانقاذ سفينة السودان من الامواج التي تحاصرها من كل صوب .

الفريق عقار رئيسا للجمهورية ... نعم بإذن الله نستطيع


د. حامد برقو عبدالرحمن
drbrgo2002@yahoo.com

الجمعة، 19 يونيو 2009

هبلسة الكبير


اولاد الرصيف او الشماسة – اناس طيبون ظلمهم المجتمع اكثر من مرة – تارة باهمالهم و عدم الاعتناء بتعليمهم و تربيتهم و رعايتهم و تارة اخرى بالهروب منهم و نعتهم باسوء الالفاظ و تجريمهم لمجرد انهم يسكنون الكباري و الطرقات - و التجريم هذا لا اعني به انقضاض الحكومة السودانية على الاطفال من ماسحي الاحذية بزعم انتمائهم لحركة العدل و المساواة ابان عملية الذراع الطويل – لكن اعني تجريم المجتمع للطفل المشرد عندما انعدم حدوث العكس.

حياة الشماسة عالم من الصدق و الوفاء و التعاضد (فيما بينهم)- و رغم حرمانهم من التعليم الا انهم يتميزون بذكاء مدهش – و المفارقة انهم ينظرون الي الاخرين من المجتمع نظرة جشع و انانية و قد يصل حد الاحتقار.
للاطفال المشردين او الشماسة لغتهم الخاصة بهم – فهي بلا شك لغة جميلة - و ان لم تكن كذلك لما تمكنت من غزو الاندية و البيوت والجامعات .

اكثر ما يعجبني في لغة الشماسة – وصفهم لمن لا يجيد امرا ما – و هنا تتراوح الالفاظ تصاعديا من( فارة) الي (دقسة) عندما يرتكب الخطأ من قبل مشرد مبتدئ. لكن عندما يصل الامر الي احد الكبار او كبيرهم يسمى (مهبلسا) و الهبلسة اعلى درجات عدم الاجادة من قبل ارفع الشخصيات في مجتمعات الارصفة.

ان تحول مسار حرب اهلية مطلبية الي حرب دينية و تجيش لها الشباب ليحرقوا القرى و الغابات و المدن في الجنوب و جبال النوبة و انقسنا امر مفجع . و ان تأمر قواتك بقتل المواطنين العزل لمجرد انم تظاهروا لحقوقهم المشروعة في بورسودان او في كيجبار امر يزيدنا الما. و ان تأمر قواتك النظامية و تجيش البدو من الاجانب لقتل الاطفال و النساء و حرق القرى و اماكن العبادة في دارفور فهو شئ لا يطاق.

لكن ان تقوم بترقية كل من يفشل في عمله و تحمى كل من يختلس رقما كبيرا من المال العام و تعين من يكون مطلوبا من قبل القضاء الدولي في منصب الحاكم باقليم يشهد توترا متصاعدا بغية اشعال فتيل الحرب. او ان تقوم بتزويد مليشيات قبلية بالسلاح و العتاد لقتل منتسبي شركاء السلام و نهب قوافل الامم المتحدة التي تطعم الجياع من "ضحاياك" و قتل المواطنين الابرياء لاعتبارات قبلية بغرض خلق حرب اهلية اخرى في الجنوب في الوقت الذي فيه انت الاخر مطلوبا و مطاردا من قبل اعلى هيئة عدلية في العالم – نعم عندما تقوم بكل تلك الاشياء يجب ان تكون فردا مهبلسا بإمتياز – و على الاخرين البحث عن البديل - رحمة بالوطن و انسانه.

د. حامد برقو
drbrgo2002@yahoo.com


الاثنين، 8 يونيو 2009

الرفيق لام اكول ... و الضابط النمساوي


قبل حوالي ثلاث سنوات عندما كان الدكتور لام اكول وزيرا للخارجية كتبت مقالا مشابها للذي نحن بصدده تحت عنوان دارجي ( لام اكول دا مالو؟) عندما كان الوزير" الملتزم بادبيات الانقاذ" في بدايات تغريده خارج السرب – اعني رؤية السودان الجديد التي تتبناها الحركة الشعبية لتحرير السودان.
يبدو لي ان استاذ الهندسة لا يقرأ التاريخ – و ان كان يقرأ فمن الواضح لم يقف عند قصة الضابط النمساوي الذي حمل اسرار وطنه و امته الي الجيش الغازي بقيادة نابليون بونابورت طمعا في رضا الغزاة المحتلين – عندما اغتصبت ارضه وجاء وقت المكافأة مد الضابط الشاب يده لمصافحة الامبراطور بونابورت – لكن نابليون الذي كان يحارب لاجل امجاد امته الفرنسية امتنع عن مصافحة الخائن –قائلا (( انني لا اصافح خونة اوطانهم))

المتتبع لتاريخ ا لام اكول يجد فيه تجسيدا حرفيا لشخصية ذلك الضابط النمساوي رغم انضمامه المتاخر للجيش الشعبي الا انه سرعان ما انفصل مشكلا مجموعة الناصر من قلة من خيرة ابناء الحركة الشعبية امثال الرفيق الراحل اروك طونق بعدما استغفلهم لام اكول- ثم انتقل الي تكوين الفصيل المتحد قبل ان يصبح وزيرا انقاذيا و ينتهي به المطاف الي الحزب الانقاذي المسمى بالعدالة .

عندما توالت ضربات الجيش الشعبي على جيش النظام الفصل العنصري بمدن و احراش الجنوب – و بدت المدن في الجنوب تتحرر مدينة بعد اخرى ادرك الميكافيلي لام اكول ان ليس لنظام الفصل العنصري في الخرطوم من خيار سواء التوقيع على اي نوع من السلام بصرف النظر عن ثمنه – نعم عندما ادرك ذلك قرر العودة الي الغابة.

و لأن الثائر المحرر الرفيق جون قرنق يملك رؤية المستقبل – مستقبل دولة المواطنة و الاخاء و سعة قلب الآباء المحررين سمح له بالرجوع الي احضان الثورة – لان لا مكان للمعذبين في السودان غير حضن الثورة – رغم المعرفة اليقينية للاب المحرر بنوايا لام اكول.

من المؤكد ان اكبر خطأ ترتكبه الحركة الشعبية بعد رحيل الرفيق المحرر كان تعيين لام اكول في منصب اتحادي – كان احرى ان يعين في اي وظيفة اخرى بحكومة الجنوب حتى يمكن مراقبته بشكل لصيق- لكنه عين رئيسا للدبلوماسية السودانية – ليمارس هوايته المفضلة في نخر الجسم الثورى و ثوابت الثورة من الداخل ارضاءا للمستعمر الوطني في الخرطوم.

ظن لام اكول في تسامح و حكمة الرفيق سلفا كير تساهلا في التعامل معه حتى جاء القرار المنتظر بتجريده من منصبه قبل ان يسقط من المجلس الثوري .

بالامس الاول و كما توقع الرفقاء على امتداد الوطن و خارجه اعلن الدكتور لام اكول جسما يتيما اطلق عليه اسم التغيير الديمقراطي بعدما اقتبس اسم الحركة الشعبية في مسرحية انقاذية سيئة الاخراج.

كما في المثل الشعبي فان حليمة لابد لها ان تعود الي جذمتها القديمة – لكن الذي لا يعلمه اهل الانقاذ و ضابطهم النمساوي لام اكول انهم ازالوا من الحركة الشعبية الجزء السرطاني الذي كنا نخاف ان ينتقل الي باقي اجزاء الجسم الثوري سواء كان في اوساط اهل الجنوب او الشمال من اتباع فكر السودان الجديد.
و كما قال الرفيق المحرر " لن يعود السودان الي ما كان عليه" لكن ليتهم يتفهمون.

د. حامد برقو
drbrgo2002@yahoo.com

الأحد، 7 يونيو 2009

الجنوبيين عايزين شنو ؟؟

نشر بموقع سودانيز اون لاين في اكتوبر 2007

ليس من امر اكثر إلاما للابناء من إنفصال الوالدين . لكن اذا كان ذلك الانفصال بمقدوره ان يضع حدا لمعاناة احدهما( اي احد الوالدين لصعوبة العيش معا) فلابد للابناء ان يتفهموا الامر رغم مرارته . كثير من اصحاب الضمير الوطني الحقيقي( و ليس المزيف – من اصحاب العقلية الاستعمارية الذين يرفضون انفصال اي جزء من السودان بدوافع استغلالية و استعمارية استعلائية بحتة) سوف يمر بشعور مماثل لمن انفصل ابويه عند مجرد التفكير في انفصال الوطن – ولا يمكنه تصور ان يذهب الي روبيك او تركاكا بجواز سفر و فيزة او ان يأتي احد اصحابه و زملاء عمله او دراسته الي جبل مرة او كوستي بإجراءات اجنبي.لكن لابد من تقبل و مواجهة الحقيقة.
شعب جنوب السودان ابتلي بمحنة تدعى الدولة السودانية ( مملكة غير معلنة عانى فيها من الموت و الدمار و كل ما يخطر على بال الانسان . لو حدث كل هذا من القلة الحاكمة اليوم فقط لقلنا صبرا لكن علمتنا كارثة دارفور – و من قبل جحيم الجنوب و جبال النوبة وانقسنا ثم احداث القاهرة ان لا فرق في المواقف بين المؤتمر الوطني او انصار السنة او المواطن العادي من ابناء الوسط و الشمال السوداني تجاه شعب جنوب السودان و شعوب الهامش السوداني.
قد يكون هنالك خلاف داخلي في من يحكم و باي طريقة الي حد يصل الي تكوين معارضة مسلحة مثل التجمع الوطني الديمقراطي(و ايضا يستخدم ابناء الهامش للقتال نيابة عنهم) لكن تتطابق المواقف تجاه الهامش بل بعض المعارضة اكثر تشددا من المؤتمر الوطني نفسه ( و الاستثناء هنا القلة المستنيرة من ابناء تلك المناطق) ..

الحوار الذي اجرته صحيفة الاحداث مع سكرتير الحزب الشيوعي الاستاذ احمد ابراهيم نقد يوضح جليا العقلية والطريقة التي يفكر بهما ابناء الوسط و الشمال , فقد كان انقاذيا اكثر من اهل الانقاذ بل ان بعض النقاط لو سئل عنها العنصري الطيب مصطفي لقال ما هو ارحم – إنها عقلية الاستعلاء.

من المؤكد ان لا تصعيدا نتوقعه في الخلاف الذي بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية – حتما سينتهي بتنازلات كبيرة من قبل (المجموعة الحاكمة) و الضمانة الوحيدة في الامر بعد الله تعالى –السلاح الفتاك الذي بيد الحركة الشعبية – اي ان الخوف من الموت الذي اشبعوه لاهل الجنوب و الغرب وحده الذي يجعلهم يتنازلون- و لكن هذا سوف لن يمنعهم عن تحريض الشارع الشمالي الذي لا يملك قوت يومه و ذلك بنشر المنشورات ) .
الشارع الشمالي لا يعلم و لكن هم يعلمون مقدار الدمار الذي سيلحق بهم اذا ما فكروا في الحرب قبل خوضها .
لا اعتقد ان فردا واحدا من ابناء شعب جنوب السودان سيصوت لصالح ما يسمى بالوحدة( إستغفالا ) . آن اوان شعب جنوب السودان ان يعيش في رفاهية و كرامة بدولته المستقلة فيما تبقى من عمر هذا الكون و على الاحرار في السودان و غير السودان ان يعملوا على تحقيق حلم الشعب الجنوبي وعلى المجتمع الدولي ان يعد نفسه لاستقبال دولة حرة يتساوى فيها المواطنون .. و ان يعمل على الاعتراف بها فور اعلانها مباشرة بل إرسال وحدات قتالية لحماية إردة الشعب الحر هناك – و هذا من صميم الاخلاق .

قد يظن بعض الخيريين ان انفصال الجنوب سيكون خصما على باقي السودان وخاصة الهامش لكن لم يكن حق الناس خصما على الاخرين في يوم من الايام ...


د.حامد برقو عبدالرحمن

drbrgo2002@yahoo.com

الأربعاء، 15 أبريل 2009

اسحق السنوسي و رفاقه في ضيافة داؤد بولاد


عندما فشلت ثورة الضباط الاحرار على الامامية باليمن في فبراير سنة 1948 – اعدم معظم قادتها في ساحة عامة ... ظنا من النظام المستبد تخويف الشعب اليمني المتعطش للحرية - فبينما السياف يقترب من احد القادة ..... قال لطلابه بالكلية الحربية و الذين احضروا الي الساحة لمشاهدة عملية قطع رؤوس الثوار : " لن يخيفكم قطع رأسي " لأنه ادرك و بروح الثوار ان الألم الذي سيشعر به ثمنه المساواة التي يتمتع بها الشعب اليمني اليوم ...


بالامس الاول اقدم نظام الفصل العنصري القائم في الخرطوم على اعدام تسعة من احبائنا من ابناء السودان الدارفوريين .

الكل يعلم ان هؤلاء التسعة من النجوم الذين انضموا الي اخوانهم و اخواتهم في الجنوب و الشرق و دارفور
و جبال النوبة و انقسنا و كجبار من طوابير الشهداء و الشهيدات المستعمر الداخلي في الخرطوم لا علاقة لهم بمقتل الصحفي محمد طه (رحمه الله)...

صحيح ان المرحوم محمد طه قد تجنى كثيرا - على اهل الغرب خاصة و الهامش السوداني بشكل عام لكن لا على الميت الا الرحمة و صالح الدعاء – كما ان الطريقة التي قتل بها كانت بشعة و محزنة – هذا عوضا عن قتله غدرا و خارج اطار القانون .
ما يحدث للدارفريين في هذه الايام يذكرنا باهل الاخدود في سورة البروج من حرق و تعذيب و قتل بدم بارد بل يتلذذ البعض بالمشاهدة.


ان الشهداء التسعة قد ذهبوا الي ربنا – حيث اكثر من 400 الف نفس بريئة من اهل دارفور – هنالك عند الله تعالى لا يظلم احد – و كلنا في طريقنا اليهم – الي حيث داؤد يحي بولاد سواء متنا على يد النظام او غيره.


ان يتم قتل اخاك بجرم لم يرتكبه و بناءا على اعترافات انتزعت منه انتزاعا بفعل التعذيب امر مفجع – لكن يجب ان لا ننسى حرق اكثر من 4 الف قرية حيث العجزة و المسنين و الاطفال و النساء.... اي ان القاتل لا يهمه السبب و لا يبحث عنه لتبرير افعاله .


التاريخ القهري للشعوب الحرة يروي حجم التضحيات التي قدمتها تلك الشعوب – لذا علينا بالصبر و المثابرة – الحرية نار و نور – علينا ان نتحمل النار لينعم ابناؤنا بنعمة النور .

العسكري الذي قبض على صابر و عبدالمجيد و رفاقهما - و المتحرى الذي اجرى التحري - و القاضي الذي حكم عليهم بالاعدام - و الرئيس الذي صادق على الاعدام - كلهم يعرفون معرفة يقينية بان هؤلاء ليسوا بمجرمين او مذنبين لكن لا بأس من التضحية بالدارفوريين طالما يحفظ نسيج الحاكمين و يجعله متماسكا "و لو لبعض وقت و حين". غدا سيدرك ابناء الاخ الراحل محمد طه بأن لا احد من هؤلاء الشهداء قد تورط في تغييب والدهم و جعلهم إيتاما .

و النظام لن يخيفنا – لأننا في الاصل ليس لدينا ما نخاف عليه – لقد فقدنا كل شئ عدا كرامتنا – و اكبر دليل على عدم استسلام اهل دارفور كانت المظاهرة الهادرة و التي ضمت اكثر من 5 الف شخص و الذين خرجوا في جنوبي الخرطوم يحملون الشهداء على الاعناق الي مثواهم الاخير – في تحدي واضح و صريح للنظام العنصري و تأكيد على عدم استسلام اهل الهامش في كل شبر من ارضنا الطاهرة.

قد لايدرك المستعمر الداخلي حجم الرسالة التي وجهت عن طريق تلك المظاهرة و من قلب الخرطوم – و هي في مجملها لن نحزن – لن نستسلم - لن ننسى – لن نغفر
د. حامد برقو عبدالرحمن

الأربعاء، 11 فبراير 2009

الدوحة و الزمن الاضافي


قبل ثلاث سنوات و ابان توقيع حركة تحرير السودان جناج مني اركو على اتفاقية ابوجا مع الحكومة حكي لي من اصدقه - و كان ضمن وفد رئيس الحركة - انه و عقب صلاة الجمعة باحد مساجد الخرطوم فوجئ بالراحل الدكتور مجذوب الخليفة يسلم عليه و يصر على الاصطحاب معه الي بيته كما يفعل بعض السودانيين اكراما للاخر . الا ان محدثي(وهو قيادي رفيع بالحركة سابقا) لم يرفض فحسب انما قال له: ذهابي معك الي بيتك و في هذا الظرف تهمة كبيرة بحقي لذا لن افعل ...!! لكن الراحل مجذوب الخليفة و بروحه السمحة قبل الاعتذار ضاحكا ( رحمه الله). هذا مع حفظ اي تحفظ بحق الراحل من قبل اي طرف كان و حفظ تحفظاتنا جميعا تجاه النظام الاجرامي للانقاذ.
اردت بالرمية السابقة ان اخلص الي القول بان الامساك بملف المفاوضات ليس بالامر السهل حتى يكلف به كل من هب ودب. و بصرف النظر عن النظام و اجندة التفاوض فان للشخص المفاوض و روحه اكبر اثر في سير العملية التفاوضية.

تكليف السيد نافع على نافع بملف دارفور ليس خطاءا فحسب انما جريمة كبرى بحق السلام و الوئام في السودان. السيد نافع و رغم شهاداته العلمية الرفيعة في المجال الزراعي الا ان فهمه السياسي في غاية التواضع. و رغم تجاوزه للعقد الخامس و تواجده على اعلى مراكز الحكم لما يقارب العقدين الا انه و مازال يتصرف بعقلية الروابط الطلابية و ليست عقلية رجل الدولة. وهو مصدر تشاؤم الكثيرين في هذا الظرف الدقيق و لكن ما يزيد الوضع قتامة انه اي الاخ نافع من اقرب مساعدي السيد رئيس الجمهورية.
و ليس للاخ الرئيس من ينصحه و الا كيف يتبرع لصندوق اعمار دارفور رغم اكثرمن
2 مليون نازح و 4 الف قرية محروقة بمبلغ اقل من تبرعه للفلسطينيين؟؟
لم اكن صادقا ان قلت لست مندهشا كالاخرين من توقيت هذه المفاوضات الا انني انظر اليها بعين التفاؤل ليس املا في استجابة النظام لمطالب اهل الهامش في دارفور و كردفان في نيل حقوقهم المشروعة و العودة الي قراهم و امل اهل السودان كافة في الحرية
و الديمقراطية و دولة المواطنة... نعم ليس املا في هذا او ذاك لكن ليعرف المجتمع الدولي جدية الثوار في استثمار اي بصيص امل في احلال السلام - ثانيا ليتحقق الناس من محاولات الحكومة في بيع الوقت.


لدي احساس بان الحكومة تخطط لعمل عسكري عدواني في هذا التوقيت ضد كل من مواقع الثوار في دارفور و الجارة تشاد من اجل فرض واقع جديد في الساحة. و ما محاولة الاتيان بالطائرة التي من المفترض ان تقل رئيس حركة العدل و المساواة و القائد الاعلى لجيشها الرفيق الدكتور خليل ابراهيم الي الدوحة بالاجواء السودانية الا حلقة اخرى من حلقات الالتفاف على المذكرة المتوقعة .
المذكرة صادرة لا محال - و الحكومة مخطئة لو ظنت امكانية الالتفاف عليها - و من حسن حظنا ان الامم المتحدة و المجتمع الدولي قد اعدا الشعب السوداني اعدادا جيدا من الناحية النفسية لتقبل امر التوقيف.لذا على الحاكمين في الخرطوم التفكير في العمل لما بعد صدور المذكرة و ذلك باجراء خطوات عملية على الارض هنالك في دارفور بها يتمكن المجتمع الدولي من اللجؤ الي المادة 16 لتأجيل امر القبض لمدة عام.رغم امتناع باقي الرفقاء من ثوار حركة تحرير السودان بقيادة الرفيق عبدالواحد محمد نور و الجبهة المتحدة بقيادة الرفيق بحر ابوقردة و رغم دهشة التوقيت الا ان موقف العدل و المساواة في التفاوض موقف استراتيجي مهم و لو في الزمن الاضافي من مهلة صدور مذكرة التوقيف.


د. حامد برقو عبدالرحمن mailto:tdrbrgo2002@yahoo.com
http://drbrgo.blogspot.com/

الأحد، 8 فبراير 2009

خالد مشعل ... لحظة من فضلك


في الثاني و العشرين من مارس 2004 و برسالة قصيرة على هاتفي الجوال و انا في مركبة عامة اذا بصديق مصري يخبرني بنبأ استشهاد الشيخ احمد يس - مؤسس حركة المقاومة الاسلامية -حماس. تقاطرت دموعي و اصبحت في حرج بالغ مع من يجلس بالقرب مني. رغم انني لا انتمي الي اي تنظيم اسلامي كما انه ليست في دمي قطرة دم عربية واحدة - حقيقية كانت ام مزيفة( لا تسألني عن المزيفين فهم اكثر الناس تمسكا بقشور العروبة و بها يرتكبون الفظايع بحق اخوانهم في الوطن).. نعم لم اكن ايا من هذا او ذاك الا ان الدموع لم تستأذني..
قبل عامين تقريبا سألني زميلي الهندوسي وهو مواطن دولة اسلامية عن احد زعماء السابقين لاندونيسيا - اكبر دولة اسلامية - قلت له و بالحرف الواحد اني اكرهه...!! قال لي لماذا ؟ فقلت له لانه قتل الالاف من المدنيين العزل من شعب تيمور الشرقية - لا لشئ سوى انهم مسيحيون.إالتفت الي الضابط السابق بالجيش و الاستاذ جامعي بدهشة بالغة... ثم قال لي الم تكن مسلما قلت له : انت تعلم انني مسلم - و اسلامي هذا هو الذي يدفعني الي كره الظلم... و للحديث بقية....
اردت من المدخلين السابقين ان اجزم ما كنت اكرره باستمرار في شأن القضية الفلسطينية. فهي ليست قضية عربية او اسلامية فقط انما هي قضية انسانية و عالمية. لذا نجد الخيريين من شعب دولة اسرائيل و اليهود في العالم يتظاهرون جنبا الي الجنب مع باقي شعوب العالم تضامنا مع معاناة الفلسطنيين سواء كانوا في غزة او الضفة الغربية او في شتات دول المهجر. و بذات الفهم يقطع الرئيسان هوغو شافس و موراليوس علاقة دولتيهما مع الدولة العبرية .و بالفهم نفسه ينسحب رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان من منتدى دافوس بينما يتردد السيد عمرو موسى بين الجلوس و الخروج قبل ان يطلب منه السيد بان غي مون بالجلوس فيجلس على خجل.
قبل الحرب الاسرائيلية على غزة باسبوع واحد و انا استمع الي ال بي بي سي بعيد اعلان انتهاء الهدنة مع اسرائيل من قبل حماس فاذا بالمتحدث باسمها يقول و بالحرف الواحد((نحن اعطينا اشقائنا المصريين مهلة 24 ساعة لادخال الادوية و السلع الضرورية الي قطاع غزة)) استغربت ايم الاستغراب من تفكير كهذا.كأنما سكان القطاع مواطنين اسرائيليين او مصريين في احسن الفروض حتى يسمح قادة حماس لاشقائهم المصريين بادخال السلع الضرورية- اي بشر هؤلا الناس؟؟.. و بعد ايام قليلة الحرب تبدأ - فاذا بقادة حماس يختفون من كرتنا الارضية بينما طوابير الشهداء من الاطفال و النساء قاربت الف و خمسمائة مودع و اكثر من خمسة الف جريح مقابل اقل من عشرة قتيل اسرائيلي و معظمهم بنيران صديقة و ليست و بصواريخ حماس الكرتونية. و الناس في انتظار مفاجئة حماس - فاذا بحماس تعلن نصرا كبيرا على الجيش الاسرائيلي بعدما اعلن الاخير وقفا لاطلاق النار من جانب واحد ثم الانسحاب بعد ايام. حماس و بعقليتها هذه اكبر داعم لليمين الاسرائيلي في الانتخابات القادمة... حتما سيأتي اليوم الذي فيه يحن الناس الي ليفني و باراك عندما يصبحون امام ليبرمان و نتينياهو.
استاذ الفيزياء الاخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي تربى و درس و عاش في نعيم الكويت و لم يرى بؤس المخيمات - رجل يفتقر الي اللباقة و الحس السياسي فهو يتصرف بعقلية عضو اتحاد او رابطة مدرسة ثانوية و ليس كسياسي او قيادي في ساحة اعقد قضية عالمية.لا اتصور ان عاقلا من ابناء الشعب الفلسطيني يعلن موت كيان اعترف به كل العالم كممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني و هو كيان منظمة التحرير الفلسطينية.. رغم محاولات العقلاء من امثال الدكتور محمود الزهار في التسليم بشرعية تلك المنظمة التي على عاتقها قام الكفاح الفلسطيني الا ان السيد مشعل مازال في حديثه و خطبه الايرانية .
بالامس الاول حل السيد مشعل ضيفا على الحكومة السودانية -وهو امر طيب في مجمله و لا اعتراض على استقبال قادة الشعوب التي تقاوم الاحتلال اينما كان.صدق السيد مشعل حينما قال بانهم استغربوا عندما رأوا تضامن السودانيين - التضامن واجب لكن كيف لا يستغرب الناس لبلد تسير اكثر من خمس طائرات لنجدة جزء من الشعب الفلسطيني بينما اكثر من 2 مليون من مواطنيها في معسكرات النزوح و يطعمهم المجتمع الدولى و ما يقارب النصف مليون من القتلى.؟؟ نعم لابد لخالد مشعل و ايهود اولمرت و العالم اجمع ان يستغرب لعبقرية القيادة السودانية في دفن الرؤس .
لكن اغرب ما قاله السيد مشعل هو دعوته للسودانيين للافتخار برئيسهم - لا ادري ان كان قد سمع الشيخ مشعل بدارفور ذلك الاقليم الذي كل سكانه مسلمون و معظمهم من حفظة القرأن و قتل منهم ما يزيد عن 300 الف من الاطفال و النساء و بسبب تلك الجرائم- الناس في انتظار صدور امر الاعتقال بحق من يريدنا ان نفتخر به.
الاخ خالد مشعل لا تضحك علينا .... لحظة من فضلك
د. حامد برقو عبدالرحمن