حتى هذه اللحظة لم اجد مبررا منطقيا او حتي برتوكوليا واحدا للحضور المبكر للسودان للقمة الفقاعة و التي انعقدت في الدوحة. ربما فكر السودان و بدبلوماسية رزق اليوم بيوم في قرأتنا للاشياء في تسجيل هدف ثمين في مرمى دول الاعتدال العربي و لصالح دول الممانعة العربية. تلك قراءة ليست خاطئة فحسب انما مثيرة للشفقة و التندر.
نحن لا نقلل من قدر انفسنا بقدر ما يتوجب علينا فهم حجمنا المفترض في المضمارالذي يمكننا اللعب فيه.الساحة العربية و القضية الفلسطينية بتشعباتها و خيوطها المتقاطعة ليست ساحة لدول من العيار الخفيف جدا و ان لم يكن معدوما في الاصل ان تلعب دور سلبيا كان او ايجابيا. وهي المعلومة التي يتعين على اخوتنا في الخارجية السودانية و القصر الرئاسي ان يتقبلوها رغم الوهم الذي يناطح بالرفض.
القضية الفلسطينية لم تعد قضية عربية او اسلامية فحسب انما هي قضية عالمية و انسانية من الدرجة الاولى. لذا يتظاهر الخيريين من الاسرائيليين في الدولة العبرية و العالم الي جانب العرب و المسلمين و المسيحيين و اللادينيين- و لذات السبب يبادر الرئيسان الفنزويلي شافس والبوليفي موراليوس بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية من موقف انساني بحت.
اما الصراع الفصائلي الفلسطيني ما هو الا نقطة تتقاطع فيها الخيوط الممتدة من واشنطن و باريس و لندن مارة بالقاهرة و الرياض من جهة مع تلك التي تمتد من طهران و دمشق و الدوحة من جهة اخرى. و هنا لا نرى وجودا للخرطوم اذا حضورنا المبكر الي الدوحة اشبه بحضور من يذهب الي المدرسة مبكرا في يوم عطلة .
القاهرة رغم متاجرتها بقضايا العرب و المسلمين و الرياض رغم سلفيتها ارقام صعبة في الساحة الدولية - و اي محاولة لتجاوزهما تعتبر مجازفة اثارها عاجلة الارتداد.
نحن و في انتظار المجهول مع المحكمة الدولية علينا ان نتخذ موقفا تصالحيا مع محيطنا الاقليمي و خاصة العربي - و اتخاذ اي موقف الي جانب المملكة العربية السعودية و مصر امر ليس ضروريا فحسب انما ملح للغاية
لست بصدد المناكفات بعروبة السودان او افريكانيته تلك امور جدلية و لسنا في حاجة اليها لكن رغم عضويتنا الكاملة بالجامعة العربية وشغف مصطفى عثمان اسماعيل بعمرو موسى الا ان ثقلنا لا يقارن باي دولة عربية - و ثميثلنا لا يتعدى حدود المجاملة - .الزعماء العرب من الملوك الي الرؤساء و ان احتدم الخلاف فانهم ينظرون الي بعضهم نظرة دم و اشقاء و هذه النظرة غير متوفرة تجاه السودان و من الانصاف ان لا نطالب بها.
على هامش القمة جرت مصالحات و مصالحات بين الدول العربية الا ان اسم السودان قد خلى من اي دعوة جانبية تشاورية او مأدبة غداء للمجاملة - و هذا يعكس و بشكل فاضح من نحن في الخارطة العربية .
السؤال الملح هو عندما ارتكب جرما بحق جزء من امتي و شعبي باسم عرق معين هل يؤهلني ذلك الجرم ان اكون عضوا اصيلا في ذاك العرق.؟؟. من الواضح ان الاجابة ليست بالايجاب.. اذا على هامش قمة الكويت اقرأ مأساتي
* نشر بسودانايل في Monday, January 19, 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق