الأربعاء، 28 يناير 2009

إسرائيل ......و.... مذكرة اوكامبو


يقيني ان اكثر الناس سعيا لتوقيف الرئيس السوداني السيد عمر البشير هو المشير عمر البشير نفسه. لم يعط شخص قط مهلة او فرصة لمراجعة و ترتيب اوضاعه بالحد الادني مثل ما اعطي السيد رئيس الجمهورية من قبل المجتمع الدولي و المحكمة الدولية والشعب السوداني مجتمعين. منذ عام 2003 و الجميع يناشد رئيس الدولة للعمل ما يمكن عمله في دارفور لكن دون جدوى. لماذا ..؟ لا احد يدري .
. و لأن نظرية المؤامرة تحتل مساحات شاسعة من عقولنا هل بامكاننا ان نقول ثمة اشخاص يسعون بشكل سري و محكم و بتواطوء اقليمي للتخلص منه ؟ تلك الفرضية هي وحدها التي تجد الهوى عندي.

رغم اننا نجد المتعة و الاثارة في تحميل الدولة العبرية مسئولية اي نكبة او عمل لا ينسجم مع اهوائنا الا انه و في هذه المرة سعت اسرائيل بفظائعها التي لا تحتمل لخدمة البعض في السودان.
اقول هذا و بالامس الاول جاء خبر بصحيفة المصري اليوم مفاده ان المحكمة الدولية بلاهاي قد اصدرت امر التوقيف بحق السيد رئيس الجمهورية الا ان الحرب الاسرائيلية على غزة قد حالت دون اعلانها.
رغم اقرارنا بأهمية مصر لدي الغرب و اعتبارها من قبل الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا بأنها دولة معتدلة و مسؤولة و محورية و بذلك يمكنها ان تطلع على بعض سياسات الغرب في المنطقة و رغم تسليمنا لامكانية اطلاع الاعضاء الدائمين لمجلس الامن على فحوى اي قرار او مذكرة تصدر عن المحكمة الدولية الا ان الامر ليس بهذه البساطة.
الجميع يدرك فرص الحكومة السودانية و خبرتها في توظيف غضب الشارع الاسلامي و العربي على مذابح غزة لصالح موقفها الرافض للتعامل مع المحكمة و سعيها الدؤوب لاخراج كارثة دارفور عن سياقها القانوني و الجنائي الي هتافات و بطولات الا ان امر تأخير الاعلان اكبر من هذا و يجب ان يكون كذلك. الامر الاخر و الذي يجب على الحاكمين في السودان ان يفهموه هو ان الموقف العربي الذي لم يتمكن من مجرد الاجتماع لمنع ما يحدث في غزة يجب ان لا يعتمد عليه.

العراب السابق للانقاذ الدكتور حسن الترابي قد دعا الرئيس الي تسليم نفسه للمحكمة تفاديا لاي حصار دولي قد يتعرض له الشعب السوداني وهي دعوة اقل ما يمكن وصفها بانها هزلية وكيدية تفوح منها رائحة التندر. الترابي يدرك قبل الاخرين بان غريمه لن يقدم على تلك الخطوة .و بما ان مازال للشيخ مريدين كثر بكل مفاصل الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية هل يمكننا ان نفهم بانها إشارة منه لهؤلاء المريدين للتحرك قبل ان تغيب شمس سلطة الاسلاميين بالسودان ؟- هذا بصرف النظر عن تصنيفهم......

بلغة اهل الرياضة اننا نلعب في الزمن بدل الضائع الا انه هنالك متسع من الوقت لاحداث تغيرات على الارض هنالك في دارفور بها يقتنع الضحايا و المجتمع الدولي بان من اصدر تلك القرارات يجب ان لا يقبض عليه على الاقل في هذه المرحلة.
*نشر بسودانايل فيTuesday, January 13, 2009

ليست هناك تعليقات: