لا احد يغريه وصف الفأر طالما القط هو الطرف الاقوى لكن في افلام الكرتون الشهيرة - توم و جيري غالبا ما ينتهي العرض بخسارة القط . على اية حال لا ادري من منا القط و من الفأر الا ان العلاقة التي تربطنا بالجارة تشاد تجسد ذلك الفلم الكرتوني بامتياز.
من المضحك ان يكون بيننا من يصدق فرية ان النظام القائم بالجارة تشاد من صنع حكومة الانقاذ . قلة من اهل الانقاذ و قليل من المهتمين بالشأن التشادي من ابناء دارفور وحدهم يعرفون علاقة الرئيس التشادي باهل الانقاذ عندما كان بحدودنا الغربية و يعد للاستيلاء على السلطة من على يد الرئيس التشادي السابق حسين حبري.
من المضحك ان يكون بيننا من يصدق فرية ان النظام القائم بالجارة تشاد من صنع حكومة الانقاذ . قلة من اهل الانقاذ و قليل من المهتمين بالشأن التشادي من ابناء دارفور وحدهم يعرفون علاقة الرئيس التشادي باهل الانقاذ عندما كان بحدودنا الغربية و يعد للاستيلاء على السلطة من على يد الرئيس التشادي السابق حسين حبري.
الانقاذ لم يقدم للجنرال ادريس ديبي حتى كوب ماء - وهو اكثر الناس معرفة بالمصير الذي كان ينتظره لو تأخر لمدة يوم واحد قبل ان يأمر قواته بإحراق ما تبقى من معسكراته ليقطع اي امل لهم في العودة الي السودان ثم ينطلق بهم غربا صوب الحدود التشادية و عينه على ام جمينا .
كم كنا نذكر ان سجون الفاشر و نيالا و الجنينة و زالنجي و بعض سجون الخرطوم اكتظت بالسجناء السودانيين من ابناء القبيلة التي ينتمي اليها الجنرال ديبي.و السجناء هؤلاء كان جلهم من التجار و الاطباء و المهندسين. لا يمكنني ان اتخيل ما يحل بهم في السودان ان لم يتمكن الجنرال ديبي من الاستيلاء على السلطة هنالك في تشاد - هذا برغم ان العلاقة التي تربط هؤلاء المسجنونين السودانيين بالرئيس التشادي هي نفس العلاقة التي بين بشار الاسد و العاهل السعودي الملك عبدالله -اي علاقة عرق و في اقرب صورها علاقة الانتماء الي قبيلة تحمل الاسم نفسه في وطنين مختلفين.
اقول من المضحك التصديق لان النظام الحاكم في السودان و بتركيبته الحالية لن يساعد من يشارك ابناء الغرب او الشرق في القبيلة من رعايا دول الجوار ان يصل الي سدة الحكم في دولته خوفا من ان يعزز احلام ابناء قبيلته في الجانب السوداني في العيش بكرامة و مساواة في بلدهم السودان..
كلما علت طبول المحكمة الدولية اهتزت الارض في الفاصل الحدودي بين السودان و الجارة تشاد. طبول المحكمة و في هذه المرة لم تعلو اصواتها فحسب لكن كعادة نهاية اي فاصل موسيقي ارتفعت و تسارعت اصوات جميع الآلات الموسيقية وهي في طريقها لاعلان نهاية عرس الدماء و الذي امتد لاكثر من خمس سنوات هنالك في دارفور.
بالامس الاول اعلن السودان و على لسان وزير الاعلام و القيادي بالحزب الحاكم الدكتور كمال عبيد دخول قوات من الحرس الجمهور التشادي لفك الحصار المضروب على قوات العدل و المساواة بمنطقة المهاجرية (بحسب زعمه).
بصرف النظر عن صحة محاصرة القوات الحكومية للمهاجرية من عدمها او حصار حركة العدل و المساواة لمدينة الفاشر-الا ان اعلان دخول قوات اجنبية الي عمق اكثر من 600 كليومتر - و هي المسافة الفاصلة بين حدودنا مع تشاد و منطقة المهاجرية شرقي نيالا فيه الكثير من التعجب و السطحية السياسية.
الحرس الجمهوري لاي دولة في العالم هو صفوة الجيش النظامي للدولة المعنية فهو ليس بالدفاع الشعبي و لا طلائع الجهاد من الصبية انما هو صفوة متدربة - لا يشارك الا في المعارك المصيرية فكيف لتلك القوات ان تقطع كل تلك المسافة لاجل فك حصار مزعوم عن افراد في دولة اخري؟؟. و الامر الاخر ان اعلانا من هدا النوع يقدح في قدرة الجيش الحكومي و قدرته على حماية الوطن و مراقبة حدوده - وهو تصريح يبعث الكثير من الشفقة.
الاحلال المؤقت و الذي جرى في قيادة المعارضة التشادية و ذلك بتنصيب تيمان اردمي بدلا عن الجنرال محمد نوري لا يغيرعلى الارض شيئا . ربما اراد الكفيل - اي من يتكفل بالمعارضة التشادية ان يصل الي مشارف القصر الرئاسي التشادي عن طريق احد افراد قبيلة الرئيس ديبي قبل ان يتم التخلص منه -اعني السيد تيمات اردمي و الاتيان بمحمد نوري لكن تلك خطوة بائسة و غير موفقة -و هو اعتراف ضمني بالقوة الضاربة للرئيس ديبي و مجموعته القبلية.- بفرضية ان مجموعة ديبي القبلية قوة ضاربة) - رغم انني و بشكل شخصي ضد هذه الفرضية باعتبار ان دولة تشاد للتشاديين و كلهم شركاء في الدفاع عن دولتهم دون تفضيل قبيلة او مجموعة على اخرى- لكن في حال قبول فرضية الذين يتكفلون بالمعارضة التشادية في التسليم بقوة قبيلة الرئيس ديبي فان من المنطق ان يكون من يجلس على كرسي السلطة اقوى من الذي يسعى للاطاحة به من دولة مجاورة.
طالما الدولتان- تشاد و السودان في صراع فمن الطبيعي ان تدعم كل واحدة منهما معارضة الاخرى و هذه الامور من المسلمات.. لكن هنالك حقيقة يجب على اخوتنا في القصر الرئاسي في السودان ان يفهموها و هي ان المعادلة الدولية و الحسابات الاقليمية لا تسمح بقيام نظام موال للحكومة السودانية وخاصة بتركيبتها الحالية في دول الجوار على الاقل في هذه المرحلة........ والي حين الوعي بتلك الحقيقة سنظل في لعبة القط و الفأر.
د. حامد برقو عبدالرحمن
drbrgo2002@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق