الخميس، 5 فبراير 2009

بمزيد من الحزن ننعى قضية دارفور

******
نشر بسودانيز اولاين يوم التوقيع على اتفاقية ابوجا
******
مرت و منذ معرفة دارفور بالسودان كثير من الكوارث ربما لحكمة يعلمها رب الناس ولكن ليست اعظم من كارثة يوم امس عندما وقع فصيل السيد\ مني اركو مناوي تلك الاتفاقية مع الحكومة انه ليوم محزن و ما اكثر الاحزان التي تجتاح قلوبنا منذ اندلاع كارثة دارفور.
مني اركو الفتى الثلاثيني الذي تبدو عليه علامات الود و التواضع قد كسب قلوب الكثيرين من ابناء دارفور بكلامه البسيط وعزيمته وايمانه بقضيته والتي خرج من اجلها والتي فيها دفع اهل دارفور تلك الفاتورة الغالية( مقتل مئات الاف من المواطنين العزل , حرق ما يزيد عن اربعة الف قرية, نزوح ما يزيد عن اثنين مليون شخص واغتصاب الاف النساء). سكان المعسكرات من الارامل واليتامى والثكالى لم يمر بخلدهم يوما بان ما حدث لهم كان مجرد فاتورة مبدئية لايصال السيد مني الي القصر الجمهوري مساعدا (قد لا يساعد) بصلاحيات او بدونها(لا يهم).
ولاني لا اعرف حتى هذه اللحظة موقف القيادات الميدانية ولكن اين ذهب مستشارو حركة تحرير السودان وقياداتها الاكاديمية ........؟ لماذا لم يقولوا لا يا مني................... لماذا لم يعطوه نسخة من اتفاقية الخرطوم للسلام........................ لماذا لم يذكروه بكاربينو كواجنق و اروك طونق اروك..........................؟؟
سعت الحكومة وبكل ما اتيت ولم تؤتى لمغازلة حركة السيد مني لعزلها عن أخواتها حتى يسهل اكلها كما فعلت بسابقاتها امثال الفصيل المتحد وظنت انها نجحت لكنها تتوهم وهو وضع أشبه بمن خرج لاصطياد الفيل فاصطاد فأرا...... ماذا يسوي الاتفاق مع فصيل من اصل ثلاثة فصائل واكثر من مائتين مجموعة قبلية واثني.
كانت ابوجا الفرصة الذهبية لحكومة الإنقاذ لانصاف اهل دارفور جميعا – ما يطلق عليهم(القبائل العربية والافريقية معا) ليعيش اهل دارفور اخوانا متحابين – ولكن يا للحسرة قد ضاع الامل ليكون الامر بيد فصيل واحد دون أي مكسب أو حتى ضمانات مجرد إنشاء جميل كتبته طالبة في يوم جوه عليل .
السؤال الذي يقفز الي الاذهان لماذا اراد النظام الانفراد بالسيد مني اركو وهي تعلم جيدا ان الاتفاقية تحتاج الي كوادر لانزالها الي حياة الناس و تلك الكوادر تذخربها كل من حركة تحرير السودان جناح الاستاذ\ عبد الواحد وحركة العدل والمساواة لكن الحكومة تريد شراكة بلا فهم او معرفة لذا بدت مغازلة جناح اركو منذ زمن بعيد حتى تحقق لها ما ا رادت....... لكن اغرب ما سمعته هو البيان الصادر باسم السيد/ مني والذي اشترط فيه حضور الرئيس السوداني ونائبه الاول لتوقيع الاتفاق امامهم – وهو قول يعبر وبشكل عميق عن قدرات الرجل المتواضعة.......... لا ادري من الذي نصحه بذاك البيان......؟
لكنه قد وقع ليس امام السيد/ رئيس الجمهورية ولا نائبه الاول ولا الثاني لكن امام د. مجزوب الخليفة الرجل رقم عشريني أو ثلاثيني في التركيبة السيادية للدولة- ما كنت تفعل بنا هذا يا مني...........!! امرحوا يا اهل الانقاذ وابشروا بطول الاقامة على ارقابنا........................ ربما يعرف السيد/ مني الاستحقاقات التي تنتظره وهي كثيرة لكن اولها قتال اخوانه الثوار في الحركات التي لم توقع على مهزلة الاتحاد الانقاذي(عفوا الافريقي)او قادته الميدانيين الذين قد يخرجون عليه وينضمون الي الفصائل الاخرى وهي المهمة الاولى التي يجب ان يؤديها السيد/ مني ليثبت ولائه لنظام الانقاذ كما فعل د. لام اكول او فاولينو متيب من قبل....وقد بدت بوادر ما ذهبت اليه يوم امس عندما خرج على الناس ببيان يهدد فيه رفقاء دربه ويتعهد فيه بحفظ الامن في دارفور وهي مهمة تعني ببساطة قتال اخوانه ورفقاء سلاحه. .......................... كابناء دارفور نسأله ان لا ينزلق في هاوية الفتنة ضد اخوانه الثوار فقط ليهنئ هو بالمنصب لانه قد وجد الذي خرج من اجله ليترك اخوانه من الفصائل الثورية الاخرى لمواصلة الكفاح الثوري دون اراقة نقطة دم دارفورية اخرى . كان اجدر بالسيد مني ان يمنع كل ذلك الخراب وتلك الدماء فقط ان يوسط احد المقربين من الحكومة امثال السيد\ موسى هلال او السيد\ عبدالحميد كاشا لطلب ذلك المنصب من السيد رئيس الجمهورية ربما كان قد أعطي قبل ثلاث سنوات وما لحق بنا كل هذا الدمار... وكل هذا الشرخ في نسيجنا الاجتماعي حتى أصبحنا نطلق على أنفسنا (عرب وزرقة) وهي تسميات وتقسيمات أقعدتنا كثيرا. تلك الاتفاقية لو طلب من السيد/ موسى هلال والمتهم بإرتكاب تلك الفظائع ما وقعها قط.......!! لماذا فعلها مني.... السيد/ مني اركو لماذا.....؟؟
نحن سوف لن ننعى قضية اهل دارفور لان هنالك فصيلان ما زالا على قيد الحياة- ربما في الامر حكمة يعلمها الله( فصيل مع الحكومة وفصيلان تواصلان النضال شريطة ان لا يحدث اي احتكاك بين رفقاء السلاح).أن اكثر ما كنت أأخذه على ثوار دارفور عدم ابلاغهم أو عدم اشراكهم لابناء عمومتنا وبني دمنا من القبائل العربية الامر الذي جعل اغلبهم متعاون أو متعاطف مع الحكومة – وهي نتيجة طبيعية( دون أن نلتمس ادنى عذر للذي حدث بعد ذلك من انتهاكات بحق اخوانهم) – والان اتت فرصة تاريخية وذهبية للجميع – وهي أن فصيل السيد/ مني سوف لن يحقق الحد الادنى من طموحات اهل دارفور من مختلف القبائل لذا على الفصائل أن تفتح قلبها وابوابها لابناء دارفور من القبائل العربية ليكونوا قادة وجنودا ورؤساء بالحركات حسب الكفاءة والاخلاص ( بإستثناء الذين ارتكبوا جرائم واضحة). ليهب كل ابناء دارفور من اجل نيل حقوقهم انها فرصة لن تعوض ابدا. اما الحكومة هي احوج ما تكون الي من ينصحها بان تلك الاتفاقية الهلامية لن تجلب السلام- ماذا يعني ان يقاتلك في احراش دارفور ابن عم اوشقيق او توأم من عينته مساعدا بالقصر الجمهورى.........
د. حامد برقو عبدالرحمن

ليست هناك تعليقات: