الخميس، 5 فبراير 2009

البابا بندكس يصلي لسلام دارفور والشيخ القرضاوي يحرم تأجير المنازل للمنظمات التي تطعم الجياع

تغازلني مقولة د. حسن الترابي أو (شيخ حسن) كما يحلو لأتباعه وبعض معجبيه ( والمعجبون هؤلاء لست متأكدا أن كنت واحدا منهم ولكن على أية حال هو يقول ليرقص الآخرون طربا أو ألما). عندما وصف ما يسمى بهيئة علماء السودان أيام المفاصلة بينه والقصر عندما وقفت تلك الهيئة مع القصر ببيان ممهور باسمها- قال الترابي ساخرا و بالحرف الواحد( هؤلاء أئمة الغسل و الوضؤ درسوا كتب الفقه التي كتبت في عصر الانحطاط)........... دوخنا يا شيخ …..!!وهذا القول بالتأكيد سوف لن ينطبق على العلامة يوسف القرضاوي ( الذي أحبه كثيرا – وحبي هذا ينطلق من حبه للنبي (ص) ). لكن الشيخ القرضاوي قد وقع أو أوقع في فخ الإعلام الإنقاذي المضلل عندما زار أو أتي به إلي دارفور في بواكير الكارثة الإنسانية- فلم يجد الشيخ الذي حجب عن الحقائق المزرية بمعسكرات النازحين من حفظة القران ما يجامل به حكومة السودان التي تقاتل للحفاظ على الهوية ( الإسلامية..؟؟) للسودان إلا بإطلاق تلك الفتوى التي حرم بها تأجير المواطنين لمنازلهم للمنظمات الإنسانية ( وبالطبع هي غربية) والتي توفر الدواء والغذاء للنازحين بحجة أنها صليبية وتعادي دولة الإسلام ( السودان….!!). وهي الفتوى التي أضحكت وجوها قد فارقت الضحك والبسمة ردحا من الزمن . والغريب أن للفتوى حدودا جغرافية لا تتعدى مدن دارفور إي أن منازل الخرطوم و المؤجرة للمنظمات والبعثات الغربية منذ الاستقلال لا تشملها تلك الفتوى ( سنا ولكن كان عليه أي الشيخ القرضاوي أن يتأكد بنفسه بزيارة ميدانية إلي المعسكرات كما فعل السيد/ كوفي عنان أو الوزيرة كوندي ليزا رايس ( بالمناسبة رايس.. دي بحبها عديل كدا لأنها بتهرش لي بعض الناس). لكن الشيخ لم يفعل ذلك و لم يقم بمخاطبة المنظمات الإسلامية للمجئي إلي دارفور رغم الاحترام الذي يحظى به في العالم العربي والإسلامي- ولا اعتقد انه قد تبرع بشئ ولو يسير من الكثير الذي تغدق به عليه شخصيا دولة قطر( ذات الهمة والآمال الكبيرة رغم مساحتها الصغيرة) لفائدة إخوانه المؤمنين الجياع بمعسكرات النازحين بدارفور..!سوف لن أخوض في هيئة علماء السودان , لا الشيخ عبد الحي يوسف ولا فتاوى (شيخ) الصادق عبدالله عبدالماجد الذي بسبب فتاويه الخرقاء نفقد في اليوم الواحد مئات الأطفال بالسودان ودول غرب إفريقيا دون أن يتجرأ احد لمحاسبته ..لا الدولة ولا الرأي العام- هل يدري عبدالله عبدالماجد أن أرواح هؤلاء الأبرياء في عنقه…..؟؟
.أما في الجانب الأخر الذي ما خرج بيان من بيانات ما يسمى بهيئة علماء السودان إلا وذكر اسمه و لو ضمنا- اعني المسيحيين..( و هنا لست بصدد المقارنة بين الإسلام والمسيحية ولا المسلمين والمسيحيين – هذا ليس مكانه ولا سبب لذلك في هذا المقال). ولكن الذي ينبغي أن يعلمه دعاة الفرقة بين أبناء الوطن تارة بحجة الدين وتارة أخرى بالعرق: أن الحب والخير يمكن أن يكون في المسيحي والمسلم وغيرهما وكذا الشر ( وما أكثر الأشرار في هذا الزمان )…! لذا بالأمس الأول وبمناسبة عيد الفصح قد صلى البابا بندكس السادس عشر لسلام دارفور قائلا:- **( تبعث روح القائم من بين الأموات التعزية والأمن وفي نفوس الشعوب في دارفور التي تعيش وضعا إنسانيا مأساويا لم يعد محتملا)** – و هو أي البابا يعلم يقينا أن أهل دارفور مسلمون مائة بمائة ولا يتوقع أحدا منهم أن يترك إسلامه ليكون من إتباعه ولكن ذلك لم يمنعه من الصلاة من اجلهم انطلاقا من إنسانيته وانتمائه للبشرية في الوقت الذي لم تذكر فيه هيئة علماء السودان اسم دارفور إلا في إطار ما يسمى ( بمحاربة الغزو الأجنبي لدارفور).لن يتزحزح إيمان أهل دارفور بدينهم ولا بوطنهم السودان ……. لكن هي دعوة للخجل………!!
***
نشر بسودانيز اولاين في ديسمبر 2006

ليست هناك تعليقات: